هل قد حان الوقت لترك العمل
هل قد حان الوقت لترك العمل

هل قد حان الوقت لترك العمل

يسعى الفرد عموماً في البحث عن العمل المثالي، الذي يُحقق من خلاله ذاته، ويتمكن عبره من بناء حياة مهنية ناجحة  تنمي مهاراته الوظيفية. فالعمل المناسب يجب أن يكون مُحققًا للذات، ومطورًا للمهارات والخبرات، وذا مردود مادي مناسب. فإن كنت لا تشعر بالشغف لما تقوم به من عمل، أو تشعر بالملل عند تأديتك إياه، أو ما زلت عالقا في نفس المكانة الوظيفية لفترة طويلة، ولا تُحقق نموًا مهنيًا يُذكر، أو لا تنمي علاقتك الاجتماعية فربما قد حان الوقت للتفكير بشكل جدي في ترك وظيفتك.

ولكن وقبل اتِّخاذ أي قرارات متهورة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بهال المنطقة عموما وسوريا على وجه الخصوص نتيجة للحرب، خذ وقتك في تعريف بيئة العمل المثالية بالنسبة لك، ثم قرِّر فيما إذا كان الوقت قد حان حقاً لترك وظيفتك ومن أجل ذلك ستستطيع أن تقيِّم بدقة كيف يتوافق واقعك مع رؤيتك، وما هي المهارات التي تمتلكها واللازمة لسوق العمل ولذا قِس كفاءة وظيفتك عبر هذه المجالات:

هذا بشكل عام ولكن في سوريا يضاف عليه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها وعدم ثبات سعر صرف العملات الأجنبية مقابل انخفاض حاد في القيمة للعملة السورية نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها المنطقة بشكل عام وسوريا بالخصوص نتيجة الحرب الدائرة فيها والذي يطرح العديد من التساؤلات الهامة لدى الشباب بخصوص ظروف العمل والأجور التي لا تتناسب مع ذلك العمل ومدى توفر الفرص والحصول عليها ومقارنتها مع نظائرها خارج البلاد.

 والذي يؤدي بدوره إلى دفع الشباب إلى السفر خارج البلاد لتحصيل مرتب أعلى وظروف عمل قد تعتبر أفضل من تلك التي في داخل البلاد، هذا كله ينعكس على سوق العمل بشكل أو بآخر حيث أصبحت السوق السورية فقيرة بالخبرات واليد العاملة والذي يؤدي بدوره إلى نقص مستوى الخدمات المقدمة وعدم قدرة السوق على تلبية الاحتياجات اليومية ومواكبة أخر التحديثات المطلوبة.

ولكن قبل اتِّخاذ أي قرارات متهورة، فكِّر كيف تريد أن تكون بيئة العمل المثالية بالنسبة إليك لذا قبل أن تفعل شيئاً قد تندم عليه، تروَّ وفكِّر في موقفك بموضوعية، ثم قرِّر ما إذا كان الوقت قد حان حقاً لترك وظيفتك ومن أجل ذلك ستستطيع أن تقيِّم بدقة كيف يتوافق واقعك مع رؤيتك، وما هي المهارات التي تمتلكها واللازمة لسوق العمل ولذا قِس كفاءة وظيفتك عبر هذه المجالات:

1-العلاقات:

موضوع بناء العلاقات قد يكون المعيار الأهم لقياس كفاءة وظيفتك ومعرفة فيما إذا كان العمل الحالي يلبي تلك الحاجة لتعزيز شبكة المعارف والعلاقات سواء العامة منها أو التخصصية والتي تساعد على المدى الطويل من اكتساب العديد من الفرص في السوق أو تنمي الموارد العلمية والأكاديمية والمالية والتي تمنح الفرد القدرة على قطع أشواط كبيرة في تنميتها والاستفادة منها بما يتوافق مع حاجة السوق المحلية والخارجية.



2-الطموحات:


أنت تريد بالتأكيد إحراز بعض التقدُّم في حياتك المهنية، ولكن يجب أن تحدِّد وجهتك أولاً، وإلا ستستمر في الانتقال بلا هدف من وظيفة إلى أخرى، لذا يجب أن تضع أهدافاً طويلة الأمد تبيِّن ما تريد تحقيقه في السنوات الخمس إلى العشر القادمة، وتفكِّر فيما إذا كانت وظيفتك الحالية توجِّهك نحو هذا الهدف


3-المهارات:

إذا اخترت الوظيفة التي تمكِّنك من تطبيق مهاراتك الحالية تطبيقاً كاملاً وتساعدك على تعلُّم مهارات جديدة يومياً؛ فسوف تشعر بالرضا التام عنها وبأنَّها الوظيفة المثالية بينما إذا كنت تشعر بالقليل من الثقة في هذه الوظيفة، فمن المرجح ألَّا تساعدك على الاستفادة من كامل إمكاناتك، لذا اسأل نفسك ما إذا كنت ستستفيد إلى أقصى حد من مهاراتك في وظيفتك الحالية، وما إذا كنت تجد الفرصة لتطوير المهارات الجديدة خصوصا أن السوق السورية متطلبة للمهارات الخاصة (التصميم، البرمجة، السوشيال ميديا …) والتي تتيح لك فرصاً أكبر في سوق العمل المحلي والخارجي .

قد يشعر البعض بالملل من وظائفهم، وقد لا تشبع تلك الوظائف شغفهم، لكنهم لا يزالون مستمرين بها، ويخشون مغادرة منطقة الراحة الخاصة بهم، وبذل المزيد من الوقت والجهد في البحث عن وظيفة أخرى؛ لكن يُعتبر الشعور المستمر بالملل من العمل، وعدم تحقيق النمو الوظيفي فيه، مؤشرات واضحة تخبرك بأن الوقت قد حان لترك وظيفتك والبحث عن وظيفة أخرى مناسبة. لذا سوف نستعرض بعض الأسباب والعلامات التي إن واجهتها في عملك أو شَعرت بها؛ يجب عليك التفكير جدّيا في ترك هذا العمل، والبحث عن وظيفة أخرى.

لا تتقاضى مقابلا مادياً مناسباً.

إن كنت تعمل في وظيفتك لفترة طويلة دون أن تحصل على أي زيادة في راتبك أو مكافآت إضافية، أو إن كنت دائم القلق بشأن المال؛ لأن ما تحصل عليه من دخل لا يسد كافة احتياجاتك. إذن فإن الوقت قد حان للمُضي قدمًا في حياتك المهنية والمالية عن طريق ترك العمل في هذه الشركة التي تُعطيك راتبك وكأنها تُقدم لك معروفًا وليس مستحقاتك، ثم البحث للعثور على شركة أخرى تدفع لك مقابلا ماديا مناسبا لمؤهلاتك وخبراتك الوظيفية، تستطيع سد كافة متطلباتك واحتياجاتك به.

قيمك وأهدافك لا تتوافق مع رؤى الشركة أو المؤسسة.

قبل البدء في أي وظيفة لا بد أن تكون مُطلعًا على رؤى، وقيم، وأهداف الشركة التي ستعمل بها. لأنك لن تستطيع العمل وبذل الجهد والعطاء وأنت تخالف قيمك وأهدافك. فلابد أن تمتلك الشركة التي تعمل بها نفس القيم والمبادئ. لكن إن حدث، واكتشفت بعد بدء عملك بداخل الشركة أنها لا تمتلك نفس قيمك وأهدافك، فلا بد أن تأخذ خطوة إيجابية في مسيرتك المهنية، وذلك عن طريق ترك تلك الوظيفة والبحث عن وظيفة أخرى بداخل شركة أو مؤسسة تتقاسم معها نفس القيم والمبادئ والأهداف لأن ذلك سيمنعك من التقدم والتطور مهنياً وسيكون العمل عبئاً عليك.

حيث تعمل العديد من الشركات على قانون رفق (رغبة +فرصة +قدرة) الذي يوفر البيئة الإبداعية للعاملين فيها، عندها ستحافظ الشركة على موظفيها لأنها ستكون على توافق عالي مع موظفيها أما نقيضها فستكون أكثر عرضة لانتقال الموظفين إلى أماكن أخرى خصوصاً إذا كان الموظفون يفضلون العمل التنموي على بقية الأعمال ويكون جل اهتمامهم في تطوير أنفسهم وقدراتهم.

عدم حصولك على التقدير المستحق:

تعد الترقيات والمكافآت وسيلة متميزة لتعزيز انتاجية الموظفين في العمل، وبالتالي فإن عدم حصول الموظف على التقدير الذي يستحقه، سواء كان على شكل زيادة في الراتب أو ترقية، يؤثر سلباً على أدائه وإنتاجيته في العمل. ننصحك بالتحدث مع مديرك قبل التفكير بترك وظيفتك، فمن المحتمل أن يتم ترقيتك في وقت قريب، وفي حال تم تجاهل طلبك ولم يتم منحك أي فرصة للتقدم المهني، يمكنك وقتها ترك وظيفتك والبحث عن وظيفة أخرى تقدم لك فرصا أفضل. فعلى سبيل المثال، أشار استبيان (bayt.com) حول “التعليم في شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (فبراير 2015) الى أن 98% من المهنيين في المنطقة يرون بأنه من المهم جداً العمل في شركة توفر لهم فرص التدريب والتطوير.

غياب الحافز والشغف:

عند فقدان الشغف في العمل، لن تمتلك الحماسة والقدرة على أدائه دون ملل؛ فالشخص الذي يفتقر إلى الشغف في وظيفته، يتمنى أن ينقضي أسبوع العمل مسرعًا؛ ليتسنى له الحصول على إجازته الأسبوعية؛ لأن عمله ما هو إلا عمل روتيني يقوم به يوميًا دون إضافة شيء جديد. فكر قليلًا في مقدار الحماس والشغف الذي كنت تمتلكه عند بداية عملك في تلك الوظيفة. 

عندها عليك البحث عن وظيفة أخرى تقدم لك فرص أفضل للنمو والتطور. في اكتساب الخبرات الجديدة وحضور الحلقات النقاشية والدورات التدريبية المتخصصة يعزّز انتاجيتك في العمل يشكل جزءاً مهماً من حياتك المهنية.

الآن إن كنت لا تواجه أيًا من هذه الأسباب في عملك، فأنت تمتلك وظيفة مثالية، لحياة مهنية ناجحة. ولست في حاجة لترك العمل أو البحث عن بديل آخر مناسب. لكن إن كنت تواجه إحدى تلك الأسباب، فأنت في حاجة إلى التفكير مليًا في ترك ذلك العمل وذلك مع دراسة الوقت المناسب لتركه.

إذا كنت قد اتخذت قرارك بترك العمل، قد تتعدد الخيارات أمامك، فيمكنك البحث عن فرصة أفضل للعمل في شركة أخرى، لتحظى بحياة مهنية ناجحة. كما يمكنك التوجه إلى العمل الحر من خلال مواقع العمل المستقل المختلفة عبر الإنترنت، إن كنت تكره العمل في شركة أو مؤسسة تحت قيادة شخص ما (up work -خمسات – مستقل …) والعديد من المنصات الرقمية الحرة.

 

تم العمل على هذا المحتوى من قبل شباب وشركاء برنامج القيادات الشابة بنسخته السابعة في سوريا في إطار عمله على المسارات الثلاثة: ريادة الأعمال، بناء المجتمع والبحث عن عمل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *