بيئة العمل المسمومة؛ كيف النجاة؟
بيئة العمل المسمومة؛ كيف النجاة؟

بيئة العمل المسمومة؛ كيف النجاة؟

 يمضي معظم العاملين حول العالم قرابة ثلث يومهم في مكان العمل. إذ تتراوح عدد ساعات العمل في بلدان العالم من 26 وحتى 42 ساعة أسبوعياً …. فتخيل عزيزي أن تمضي كل هذا الوقت في بيئة عمل مسمومة وغير مريحة!! 

أكاد أجزم أن عنوان المقال ذهب بأفكارك إلى شخصٍ ما في العمل أو موقفٍ معيّن. ولعلّك تظن أنك تعاني من مشاكل في العمل لا يعاني منها أحد أو أن لك النصيب الأكبر من المعاناة. حسناً … لست الوحيد والمشكلة عالمية للأسف.

على سبيل المثال؛ تبلغ نسبة اليابانيين السعداء في عملهم 49% فقط من مجموع العاملين. أما في الولايات المتحدة الأميركية بلغت نسبة رضا الموظفين 78%. وفي الصين 74%. ومثلها بريطانيا. فيما تحتل الهند الصدارة في نسبة الرضا فقد وصلت لـ 89%. وتقربها المكسيك بمعدل 85%.

بيئة العمل الإيجابية

 تعدّ بيئة العمل الإيجابية العنصر الأساسي لإحساس الموظفين بالراحة والاستقرار والترابط، وأداء الواجبات بجودة عالية. كما تنعكس بيئة العمل السليمة إيجاباً على صحة الفرد ما يجعل توفير الظروف الأفضل للعامل في مقدمة أولويات المؤسسات المحترمة. وكما يقول رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون: “الأولوية لا يجب أن تُعطى للعميل وإنما للموظف، قدّم الرعاية لموظفيك وهم يرعون العميل”.

لكن؛ ما المقوّمات التي تكسب عملاً ما صفة “الجيد والمرضي”؟

العمل الجيد هو الذي يتمّ ضمن شروطٍ صحيةٍ سليمة وبيئةٍ إيجابية. وهو الذي يسمح بالتطور والتقدم ويقدّم مرتّباً كافياً وضماناً جيداً للمستقبل. ويسمح للعامل بأن يحظى بحياة متوازنة ما بين العمل والعلاقات الاجتماعية.

وما المشاكل التي تُكسب العمل صفة “سيء ومسموم”؟ وما الحل لهذه المشاكل؟

أولاً: ضعف التواصل الفعال بين الموظفين والطاقة السلبية المسيطرة على جو العمل.

يقول اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع أن الشخص سيئ الطباع أو السلبي قد تكون صفاته هذه مكتسبة. ومن الممكن أن يكون تعرض لتجارب فاشلة مع أشخاصٍ في عملٍ سابق. ما خلق لديه ردة فعل جعلته يتخذ أسلوباً دفاعياً بالبعد عن الآخرين أو استباق الفعل السيء كي لا يكون الضحية مرة أخرى.

 إن لم تستطع كسر الحاجز بينك وبين الموظف السلبي ولم تتمكن من جعله يندمج من جديد في بيئة العمل. يُنصح بالابتعاد التام عنه، ومحاولة عدم الاحتكاك به قدر الإمكان. والتعامل معه إن لزم الأمر بما تستوجبه أخلاقيات العمل وشروطه. والأهم؛ تجنُّب الحديث عنه بالسوء أمام الآخرين مهما كان السبب كي لا تسود النميمة.

ثانياً: المدير المتنمّر أو الذي يعارض أفكار التطوير أو يميّز بين الموظفين.

 يُقال أن الموظفين لا يتركون وظائفهم وإنما يهجرون مدراءهم. 

قم بالتعرّف على شخصية مديرك أكثر وجرّب أن تقوم بمهامك وفقاً للطريقة التي يحبها. أو حاول إقناعه بطريقتك التي تفضلها لإنجاز المهام وتجنّب معاقبته بإهمال مهامك فتصبح المخطئ. وإن لم تنجح في تغيير تعامله؛ واجه الحقيقة. لا يتغير الإنسان البغيض ويتحول إلى لطيف إلا بحدوث حدثٍ مغير لحياته؛ فهل ننتظر هذا الحدث؟؟ لا. اهجره وابحث عن عملٍ بديل مع مديرً يقدّرك. فسوء مديرك ليس خطؤك لكن البقاء معه كذلك.

المدير المتنمّر أو الذي يعارض أفكار التطوير أو يميّز بين الموظفين.

ثالثاً: ما يُدفَع لا يوازي التعب المقدّم.

يعدّ تدني الأجور المشكلة الأبرز في الوقت الحالي وخاصةً في ظل الأزمات الاقتصادية المتوالية. 

حاول إبراز عملك سعياً إلى علاوة محقّة وتحقيق أهدافك من العمل. فإن كنت غير راضٍ، ابحث عن فرصةٍ أفضل.

رابعاً: نقص وغياب التحفيز.

يقول الصحفي الكندي مالكوم غلادويل “إن العمل في غياب التحفيز ينقلب سجناً”. ويشكّل الحفاظ على المحفّز الداخليّ تحدياً كبيراً في غياب المحفّزات الخارجية مثل العلاوات والترقيات والتقديرات.

حاول أن تضع لنفسك أهدافاً صغيرة جديدة في كل مرة. واخلق لنفسك مساحةً تحتفل فيها بكل إنجاز مهما كان بسيطاً. وأعطِ نفسك استراحاتٍ قصيرةً خلال يوم العمل. وتذكر تفاصيل العمل التي تجعلك سعيداً وإن كانت قليلة.

نقص وغياب التحفيز.

والأهم من كل ما سبق؛ اترك ما يحدث في العمل داخل مبنى العمل وانساه حال خروجك. لا تصطحب مشاكلك إلى المنزل ولا تدعها تدمّر بقية يومك.

وفكّر دائماً بقول ستيف جوبز: “يشكّل عملك جزءاً كبيراً من حياتك، والطريقة الوحيدة لأن تكون راضياً هو أن تؤمن أن ما تقوم به هو عملٌ عظيم. ولتؤدي عملاً عظيماً يجب أن تحبّ ما تفعل. وإن لم تجد ما تحبّ فعله؛ تابع البحث ولا تتوقف”.

 

تم العمل على هذا المحتوى من قبل شباب وشركاء برنامج القيادات الشابة بنسخته السابعة في سوريا في إطار عمله على المسارات الثلاثة: ريادة الأعمال، بناء المجتمع والبحث عن عمل

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *